كَثُرَتْ التساؤلاتُ من بعض الإخوة حول موقف المسلم من أهل الكتاب ، أي أصحاب الكتب السماوية التي نزلت من عند الله على رسلهم ، هل يُوالى أهل الكتاب أو يُعادون ؟ وكيف يتم التعايش معهم ؟ ، لاسيّما وهناك من يُحاول تمييع قضايا العقيدة من أصحاب الأقلام وغيرهم ، وهذه التساؤلات دفعتني لكتابة هذه القواعد مستنيراً بما سطّره الشيخ الدكتور بكر أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء في رسالته الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان ، فأقول مستعيناً بالله :
1 – أن من عقيدة المسلمين الإيمان برسل الله ، أي التصديق بأنهم من عند الله ، كما قال تعالى : [قُولُوا آَمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ] {البقرة:136} .
2 – أن من عقيدة المسلمين الإيمان بأن جميع الرسل كانت دعوتهم واحدة وهي توحيد الله وإفراده بالعبادة ، كما قال تعالى : [وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ .. ] {النحل:36} ، وقال : [وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ] {الأنبياء:25} ، لكن كان لكل رسول من الرسل عليهم الصلاة والسلام شريعة شرعها الله تعالى للعبادة ، فمثلاً شريعة موسى بيّنتها التوراة ، وشريعة عيسى بيّنها الإنجيل ، وشريعة محمد بيّنها القرآن ، كما قال الله تعالى : [ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ] {المائدة:48} ، وقال : [لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ] {الحج:67} ، والمنسك هو المتعبّد.
3 – أن من عقيدة المسلمين الإيمان بالكتب التي نزّلها الله على رسله ، كالزبور الذي نُزّل على داوود ، والتوراة التي نُزّلت على موسى ، والإنجيل الذي نُزّل على عيسى ، والقرآن الذي نُزّل على محمد ، عليهم الصلاة والسلام ، ومما يدل على ذلك قوله تعالى : [قُولُوا آَمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ] {البقرة:136} ، كما أن من عقيدة المسلمين الإيمان بأن القرآن قد تضمن مصالح العباد التي تضمنتها الكتب التي سبقته ، كما قال تعالى : [وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحَقِّ .. ] {المائدة:48} .