الإيمان الصحيح وعلامة رضا الله عن العبد أو سخطه عليه حياة الإيمان الصحيح حياة الأمن والاستقرار والهداية : إن من علق قلبه بربه وعلم أن ربه رحيماً بعباده وأحسن الظن به لا يدعوا إلا الله و لا يخاف إلا من الله أمن وشعر بلذة الراحة في قلبه وبدنه كما قال جل وعل: الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون الأنعام-[82]. -التمسك بالإيمان السليم والتوحيد الخالص علامة الهداية والتوفيق : لقد بين الله في كتابه في ندائه لعباده أن علامة رضا الله عن العبد وعلامة هدايته أن يشرح صدره للهدى والإيمان الصحيح وعلامة الضلال والبعد عن الصراط المستقيم والمنهج القويم الضيق والحرج في الصدر فقد قال سبحانه وهو أحكم الحاكمين: فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيِّقاً حرجاً كأنما يصعَّد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنونالأنعام [125]. قال ابن عباس في تفسير قوله تعالى : فمن يرد الله أن يهديه ... قال : "يوسع قلبه للتوحيد والإيمان به "أ.هـ( ) وقال أيضاً عن قوله تعالى : ومن يرد أن يضله ...قال :"فكما لا يستطيع ابن آدم أن يبلغ السماء ، فكذلك لا يستطيع أن يدخل التوحيد والإيمان قلبه حتى يدخله الله في قلبه "أ.هـ( ) وقال ابن جريج في قوله تعالى :ضيقاً حرجاً قال : "بـلا إله إلا الله حتى لا تستطيع أن تدخله ، كأنما يصعّد في السماء من شدة ذلك عليه "أ.هـ( ) أخي المؤمن أختي المؤمنة لا أظنك تريد أن تكون ممن ضاق صدرهم بـلا إله إلا الله بل عليك أن تكون ممن ينشرح صدره حينما يعلم معناها وما تدل عليه حتى تسابق المؤمنين في العمل بمقتضاها فيشرح الله صدرك للإيمان الصحيح والتوحيد الذي يريده الله منا كما قال جل وعلا في محكم التنزيل :ولكنّ الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون الحجرات [7]،جعلنا الله وإياك من عباده الراشدين ومن عباده المؤمنين الموحدين وثبتنا وإياك على الإيمان إلى قيام الساعة. -حياة الإيمان الصحيح حياة النصر والتمكين للأمة كلها : إن مما تعانيه الأمة اليوم تسلط الأعداء عليها في كل نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها ؛فالسؤال الكبير الذي لابد لكل مسلم مؤمن بالله يغار على هذه الأمة وحرماتها أن يسأل : ما المخرج وما الملاذ ؟؟وما طريق النصر على الأعداء؟ الجواب : في نداء القرآن لعباد الرحمن ....اسمع وتدبر وتفكر في قوله سبحانه وتعالى –الذي لايخلف وعده –إذ يقول :وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون النور-آية [55]. فهذه الآية العظيمة تضمنت أموراً عدة : أولاً : أن هذا وعد حق وصدق من ربنا جل وعلا إن نحن طبقنا الشرط الذي طلبه منا ، والوعد : أن يستخلف على الأرض المؤمنين الصادقين ، ويمكن لهم دينهم ، ويجعلهم آمنين مطمئنين . ثانياً : الشرط الذي به يتحقق للأمة النصر والتمكين والأمن في ربوعها هو تحقيق الإيمان الصحيح : عبادة الله وحده دون ما سواه يعبدونني لا يشركون بي شيئاً . ثالثاً :كيف تنصر الأمة وفي ربوعها يعبد غير الله من الأولياء والقبور والأضرحة ، كيف تنصر الأمة وهي تعلق قلبها بغير الله لكي ينصرونها ، بل العجب أنها تعلق قلبها بأعداء الله الذين أمرنا الله أن نتخذهم أعداء وهم اليهود والنصارى كما قال جل وعلا في نداء إلى أصحاب الإيمان الصحيح : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم أن الله لا يهدي القوم الظالمين المائدة [51]. كيف تنصر الأمة وهي تُحْكم غير شرع الله وتتحاكم إلى غير دين الله ، لابد أن يطبق الشرط حتى يحصل المشروط كيف نريد الأمن والنصر والتمكين و لم نحقق هذه الأمور نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين. رابعاً : أن من حقق هذه الشروط في نفسه وحقق الإيمان الصحيح فلم يعبد غير الله ولم يلتفت إلى ما انتشر بين الناس من دعاء غير الله ؛؟؟؟حتى ولو كانوا ممن ينسبون إلى العلم والدين (لأن الذين يدعونهم من دون الله كلهم من خلق الله) لأنهم لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً فضلاً عن أن يملكوا لغيرهم ذلك ؛ فإذا وحّد الله ولم يشرك به شيئاً نال من التمكين والأمن بقدر ما وحد ربه ولم يشرك به أحداً، ولو عاش وحده على هذا الإيمان الصحيح يعمل به ويدعوا الناس إليه . -الإيمان الصحيح وتوحيد رب العالمين سبب مغفرة الذنوب واستحقاق شفاعة النبي صلى لله عليه وسلم ودخول جنة رب العالمين: جاء في الحديث الصحيح أن أبا هريرة قال للنبي صلى لله عليه وسلم: (من أسعد الناس بشفاعتك ؟ قال صلى لله عليه وسلم :من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه)( ) وجاء عنه صلى لله عليه وسلم أنه قال : (فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله )( ) وجاء كذلك في الحديث الصحيح أن الله عز وجل قال : (..ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئاً لقيته بمثلها مغفرة )( ) فهذه من أعظم ثمار الإيمان الصحيح والتوحيد الخالص أنه يكفر الذنوب والخطايا ،ومن لم يكن مخلصاً في إيمانه وتوحيده لله لا يدخل الجنة ولا تغفر ذنوبه ؛ فيا عبد الله يا من توجهت للقبور وأهلها وتوجهت للمخلوقين وعلقت قلبك بغير الله أعلم أن أعظم الحرمان والخسارة أن تحرم مغفرة الذنوب ودخول جنة رب العالمين .
مواضيع مماثلة
بحـث
المواضيع الأكثر نشاطاً
المواضيع الأكثر شعبية
الإيمان الصحيح وعلامة رضا الله عن العبد أو سخطه عليه
العابد- عــــــــضـــو مــــمـــيــز
- عدد المساهمات : 32
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 03/11/2010
- مساهمة رقم 1